2025-07-29 17:25:49
شهدت ملاعب كرة القدم الألمانية، اليوم السبت، موجة جديدة من الاحتجاجات الجماهيرية ضد خطط رابطة الدوري الألماني (DFL) للاستعانة بشركاء استراتيجيين أجانب في مسابقة “البوندسليغا”. وقد تسببت هذه الاحتجاجات في تعطيل مباريات متتالية، حيث ألقت الجماهير مقذوفات مختلفة على أرض الملعب، مما أدى إلى توقف اللعب لفترات طويلة.
توقف المباريات بسبب الاحتجاجات
توقفت مباراة يونيون برلين ضد فولفسبورغ، وكذلك مواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ ودارمشتاد، لفترات طويلة بعد أن ألقى المشجعون كرات التنس وحلوى الشوكولاتة على شكل عملات معدنية داخل الملعب. وكادت إحدى المباريات أن تُلغى تمامًا بسبب تصاعد حدة الاحتجاجات. كما رفع المشجعون لافتات معبرة عن رفضهم للخطط الجديدة، منها لافتة في مباراة أوغسبورغ ولايبزيغ كُتب عليها: “النمو المستدام بدلاً من الأموال السريعة”، بينما ظهرت لافتة أخرى في ملعب آخر تقول: “جراد الأسهم الخاصة بلا تأثير؟ لا تبيعونا للحمقى”.
قرار جلب مستثمر أجنبي يثير الغضب
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وافق 24 ناديًا من أصل 36 في الدوري الألماني بدرجتيه الأولى والثانية على جلب مستثمر أجنبي لتعزيز الجانب التسويقي للبطولة، خاصة خارج ألمانيا. إلا أن هذا القرار أثار غضبًا جماهيريًا واسعًا، حيث يرى المشجعون أنه يهدد هوية كرة القدم الألمانية ويجعلها خاضعة لمصالح مالية خارجية.
موجة احتجاجات متصاعدة
لم تكن احتجاجات اليوم هي الأولى من نوعها، فالأسبوع الماضي شهد توقف مباراة هيرتا برلين ضد هامبورغ في الدرجة الثانية لأكثر من نصف ساعة بسبب إلقاء كرات التنس على أرض الملعب. كما توقفت مباراة فرايبورغ ضد شتوتغارت عدة مرات في كل شوط بعد أن ألقى الجماهير قطع شوكولاتة ومقذوفات أخرى. نفس السيناريو تكرر في مباراة كولن ضد آينتراخت فرانكفورت، مما يعكس استمرار رفض الجماهير لهذه الخطوة.
مخاوف الجماهير من تغيير هوية الدوري
يخشى المشجعون الألمان من أن يؤدي دخول مستثمرين أجانب إلى تغيير مواعيد المباريات لتناسب الأسواق العالمية، أو حتى نقل بعض اللقاءات إلى خارج ألمانيا. كما يعارضون أي محاولة لإضعاف قاعدة “1+50″، التي تمنع المستثمرين من الحصول على أغلبية حقوق التصويت في الأندية، مما يحافظ على سيطرة الجماهير على القرارات الرئيسية.
مستقبل غير واضح للخطة
في ظل استمرار الاحتجاجات، يبدو أن رابطة الدوري الألماني أمام خيارين صعبين: إما المضي قدمًا في خطط جلب المستثمرين الأجانب مع خطر تفاقم الاحتجاجات، أو التراجع عن القرار لتهدئة الجماهير. وفي كلتا الحالتين، فإن مستقبل البوندسليغا يشهد مرحلة حرجة قد تحدد هويته لسنوات قادمة.